الحبٌّ من طرفٍ واحد عندما يكون جميلا

 


الحب من طرف واحد عندما يكون جميلا

الحب التقليدي بين ذكر وأنثى بهدف الزواج إن كان من طرف واحد مع علم الطرف الثاني به وعدم اكتراثه هو بأقل أحواله خيبةُ أمل للطرف الأول قد تتطور لتصير مذلة ومعاناة تولد الاكتئاب والغضب الشديد الذي قد يدفع المحب الولهان أحيانًا إلى الإتيان بفعل متهور يوجب الندم إن عجز عن وضع حد لمشاعره ومجاهدة نفسه للتخلص منها أما إن كان الطرف الثاني لا يدري شيئًا عن هذا الأمر؛ لأن المحب لا يرغب بإخباره لسببٍ أو لآخر أو لاستحالة اللقاء بين الطرفين، فأقل ما يمكن قوله بأن هذا المحب قد وجد نفسه في مسار تعاسة، لا مخرجَ له منه سوى أن يغلِبَ فيه منطقُ العقل هوى القلب.
هناك في الحياة صور للحب والإخلاص من طرف واحد غاية في الجمال، تختلف في جوهرها عن النوع السابق من الحب، حالتان على طرفَي نقيض، وإن تشاركتا نفس العنوان.
يقول أحد الأشخاص لديه أبٌ وصل إلى مراحل متقدمة من الخَرَفِ أو ما يعرف علميًّا على نطاق أوسع بمرض الزهايمر؛ حيث أصبح والده لا يتذكره كابنٍ له: "لا يهمني أنه لا يعرفني، يكفيني أنني أعرفه وأحبه، وسأبقى بارًّا به، أقدِّم له كل ما يلزمه من عناية ورعاية، حتى النهاية، ولو لم يتذكرني للحظة واحدة".
وتقول امرأة لديها والدة بنفس الحالة كلامًا مشابهًا عن أمها، ولكنها أضافت أنها تشعر أن الله مَنَّ عليها بنِعْمَةٍ، عندما سمعت والدتها ذات مرة تقول أجمل عبارة سمِعتها في حياتها وفقًا لوصفها؛ حيث التفتت الأم المريضه لابنتها وقالت: "أنا لا أعرف من تكونين ولكني أحبك كثيرًا".

Comments

Popular posts from this blog

اثنان ليس لهما حدود حجم الكون وغباء الانسان

دور الامارات الدبلوماسي

إنجاز دبلوماسي بارز يعزز السلام الدولي