آفاق جديدة للطاقة المستدامة

 “الحوار الاستراتيجي الرابع بين الإمارات والهند: شراكة متجددة وآفاق واعدة”



في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند، ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، ونظيره الهندي، أعمال الحوار الاستراتيجي الرابع بين البلدين. يأتي هذا الحوار استكمالاً للشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين منذ سنوات طويلة، والتي ترتكز على التعاون الثنائي في مجالات متنوعة، تشمل الاقتصاد، الطاقة، التكنولوجيا، والاستثمار.

ناقش الطرفان خلال الحوار سبل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب مبادرات لدعم التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية. وأكد الجانبان على أهمية توسيع الشراكات الاستثمارية، بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز من تنافسية اقتصاد البلدين على المستوى العالمي.


كما جرى استعراض الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، والتأكيد على أهمية التعاون في المجالات الإنسانية والتنموية، خاصة في المناطق المتضررة.

تُعد الإمارات والهند من أكبر الشركاء التجاريين لبعضهما البعض، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين نحو 180 مليار درهم في عام 2023. وخلال الحوار، أكد الطرفان على أهمية تعزيز اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA)، التي تم توقيعها في 2022، والتي أسهمت في تسهيل التجارة وفتح آفاق جديدة أمام المستثمرين ورجال الأعمال من الجانبين.

من النقاط الرئيسية التي نوقشت، كانت سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، بما ينسجم مع التزام البلدين بمواجهة تحديات التغير المناخي. وقد أشاد الجانب الهندي بالدور الريادي لدولة الإمارات في استضافة مؤتمر الأطراف COP28، وجهودها الحثيثة لدعم الاستدامة العالمية.

أشاد الجانبان بالعلاقات الثقافية القوية التي تربط شعبي البلدين، مؤكدين على أهمية التبادل الثقافي لتعزيز الروابط الإنسانية والتفاهم المشترك. كما تم بحث سبل التعاون في القطاع التعليمي وتطوير الكفاءات، بما يعزز من فرص الشباب في كلا البلدين.

اختُتم الحوار بالتأكيد على الالتزام المتبادل بمواصلة العمل لتحقيق الأهداف المشتركة، وتطوير الشراكات في مختلف المجالات. وتم الاتفاق على تنظيم اللقاء القادم في الهند العام المقبل، بما يعكس الحرص على مواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات.


إن الحوار الاستراتيجي الرابع بين الإمارات والهند يُعد محطة مهمة في مسيرة العلاقات الثنائية، ويؤكد على الدور المحوري الذي يلعبه البلدان في تحقيق الاستقرار والتنمية على المستوى الإقليمي والدولي.

Comments

Popular posts from this blog

اثنان ليس لهما حدود حجم الكون وغباء الانسان

إنجاز دبلوماسي بارز يعزز السلام الدولي

”: تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات وروسيا